top of page

304 PAGES 

الرغبة في تقصير مدة الغياب عن أخي العزيز كانت الدافع الأهم والأول لحَثِّي على التفكير في مرافقته إلى البلد التي أكتب منها الآن، والتي يزورها للمرة الثالثة. فضول مُلِحّ، لا سيَّما بعد قراءة كتاباته عنها، أسْهَم في تحفيز هذه الرغبة. بالطبع احتجت لبعض الإقناع من جانبه لاتخاذ قراري الأخير، مع ذلك بمجرد ما طرحت الفكرة وجد أخي أسبابًا عديدة تؤيدها. أملك فرصًا قد تسنح لي بالتعرُّف إلى أنماط حياة السيدات من الطبقات العليا في هذه البلد، وفرصة التعرُّف إلى أشياء مثيرة تخصهم، بل، لأني امرأة، سَبْر أغوار غامضة عنهن. هذه الفرصة أوحت له بفكرة: يمكنني إشباع فضولي، وفي الآن ذاته جمع أكبر قدر ممكن من الأخبار عن حياتهن. رجَّح أن أعرضها في سلسلة رسائل إلى صديق. لتشجيعي على تنفيذ هذه الفكرة، وضع تحت تصـرُّفي مجموعة ضخمة من خواطره غير المشورة، حيث يمكنني اختيار ما شئت منها وإدراجه في رسائلي بما يتسق مع ما أكتب. ولأنني قد أتمادى في التعبير عن مشاعري أثناء تسجيل انفعالاتي وملاحظاتي ربما أكثر مما اختبرته بالفعل، وعدني أنه سيختار من هذه الرسائل ما يراه مناسبًا للنشـر، ويعدُّها لعملية النسخ. لذا فالمجموعة المُقدَّمة من اختياره، ولكني أخشـى أن يظن القارئ أن إعجابه بهذا البلد قد أفسد حكمه، مع ذلك أشعر بما يشجعني على الأمل في قراءته - القارئ - العادلة في سبيل المسألة الأهم التي تضمَّنتها هذه الرسائل. من سجلَّات واحدة أصبحت مصر مألوفة لها تقريبًا بقدر وطنها إنجلترا.

 

سيدة إنجليزية في مصر: رسائل من القاهرة

$11.99Price
    bottom of page